الرقص مع الذئاب في سورية

الرقص مع الذئاب عنوان لفيلم أمريكي شهير، لكن العنوان يثير الرغبة في استخدامه لمقاربة الوضع السوري...فالذئاب التي رعاها المحافظون الجدد منذ سقوط العراق للفتك بالمنطقة قد أطلقت لتقتك بالسوريين بعد أن فتكت بالليبيين، لكن الفارق أن الذئاب الآن لاتراقص العقيد ملك الملوك بل تراقص الأسد نفسه الذي راقصته الذئاب مرتين مرة على الحدود العراقية ومرة على الحدود اللبنانية .. وانتهت الرقصتان بدخول هذه الذئاب ذليلة الى عرينه تضع أذيالها بين ساقيها بدءا من السيد سعد الحريري الى الملك السعودي الى فريق 14 آذار وخلفاء شيراك في الاليزيه...وخلفاء جورج بوش في البيت الأبيض..
الأسد يراقص الآن الذئاب في عرينه الدمشقي وقد علا عواؤها لكن بعض الذئاب الراقصة سقطت مثل الجزيرة وعزمي بشارة والامارة الاسلامية في درعا..التجربة علمتنا أن ننتظر قليلا لأن اللعب مع السوريين ومع الأسد مكلف جدا فالدماشقة أهل مكر ودهاء وهم أهل سياسة وأهل تجارة ويعرفون من أين تؤكل الكتف والتاريخ يريد أن يقول ان معاوية بن أبي سفيان كان موفقا في اختيار أهل الشام لنصرته وقراره هذا فطنة مابعدها فطنة ولذلك فقد كسب الجولة على خصمه علي الذي لم يكن موفقا باختيار أهل العراق لنصرته.. وكان لأهل دمشق والشام الفضل في ترجيح كفة معاوية ..

وفي نزاع مرير آخر اختار صلاح الدين أن يحارب الصليبيين من دمشق لا من القاهرة لاعتبارات جغرافية ولكن تمركز القيادة في دمشق أعطاها زخما وقوة وأحيط الناصر صلاح الدين بأهل النصيحة من الدماشقة وأهل الشام ولذلك تمكن من أن ينال نصرا لم يكن ليتحقق لو لم يقم هذا القائد بين الدماشقة
وفي عهد حافظ الأسد حاول الكثيرون زعزعة الحكم في دمشق لكن الأسد كان ثعلب الشرق الأوسط الذي أحاط نفسه بالدماشقة الناصحين والذين بادلوه المودة والاخلاص فأعطاهم وأعطوه حتى كان الشخص الوحيد في التاريخ الذي تفوق على معاوية في حكم الشام ..فمعاوية حكم الشام لعشرين عاما.. ووحده حافظ الأسد حكمها 30 عاما بمباركة الدماشقة الذين ما نصروا قائدا الا وانتصر..
وفي العهد القريب اعتقد البعض أن ابنه الشاب صيد سهل وأنه الآن ساقط لامحالة لكن هذا الشاب الذكي الهادئ الذي اعتقدنا أنه سيسقط حتما عندما سقط العراق أثبت أنه أدهى من معاوية فاذا بهذا الداهية يراقص الذئاب الأمريكيين في العراق عبر تسليحه للتمرد السني حتى أنهكها وأدماها ..فلم ترقص ذئاب بوش في دمشق بل عادت الى قواعدها تعد بالانسحاب الى امريكا..
واعتقدنا أن الأسد واقع لامحالة عندما قتل الحريري في لبنان وانقلبت الطاولة على الأسد الذي كانت ذئاب الحريري الابن تراقصه على الفضائيات وفي لجان التحقيق والمحاكم الدولية والثعالب الحمراء لكن ذلك الداهية لعب أوراقه التي نصحه بها الناصحون من أهل الشام الأذكياء فاذا بالذئاب التي أرادت مراقصة الأسد تتحول الى جراء وثعالب تتمنى منه ألا يضربها بمخالبه اذا غضب...
واليوم تدخل الذئاب عرين الأسد لتراقصه رقصة أخرى ... ويعتقد الذؤيب القطري الصغير أنه سيأتي للعالم بالأسد وقد امتطى ظهره كما كان الزير يركب ظهور الأسود في حكايات الحكواتيين وهذه عقدة نقص فالذؤيب القطري يريد المجد من على ظهر الأسد المهزوم ..لكن هذا الذؤيب كان مثل الكركدن ...ضخم جدا بعينين صغيرتين وذكاء محدود فكان أن كانت أول رقصة مع الأسد تكلفه "جزيرته العزيزة" التي جندلت له خصوما وأذلت له ملوكا ...نعم لقد سقطت الجزيرة بسرعة غريبة عندما احترقت مصداقيتها التي بنتها بالملايين وبدم الشهداء العرب على مدى 15 عاما .. وغرقت هذه الجزيرة في البحر عندما أسقط الأسد ذئبا آخر اسمه "المفكر العربي عزمي بشارة" الذي صار اسمه عظمي بصّارة (لأن دوره كان كالبصارة التي ترمي لها عظمة "دولارية" مكافأة لها)..الغبي صاحب الجزيرة لم يدرك أن الجزيرة اخترقتها المخابرات السورية منذ زمن وأن الشريط المسرب عن عظمي بصارة لايمكن أن يكون بسبب خطأ فني وعفوي بل هو رسمة مخابرات ...الأكثر من ذلك بعض شهود العيان الذين جندتهم الجزيرة يعمل بعضهم لحساب المخابرات السورية ولذلك كان من السهل الاطلاع على دقائق التحريف لتشرحه بعد خمس دقائق محطة الدنيا...
الذئاب التي أطلقت في درعا وغيرها للتخريب بدأ الأسد الآن يراقصها رقصة الموت .. والأيام القليلة القادمة ستظهر أن اللعب مع الأسود خطر وكذلك الرقص مع الأسود ...لسبب بسيط أن أهل الشام ودمشق تحديدا لايغلبون ..هل تفهمون ياجماعة الرقص مع أهل الشام هو الرقص مع الأسود...
بالمناسبة وعلى طريقة الأخ علي سلمان أريد أن أذيل هذه المقالة ببعض التوقعات:

ستجن الكثير من الذئاب من هذه المقالة وستصاب بالهستيريا وستقرؤون أيها الأعزاء عواءها وستلمحون لعابها يسيل على التعليقات على هذا المقال لكن سلفا نحن نعرف أن كثيرا من التعليقات تكتبه مكاتب رسمية وبعضها يكتبه مجانين وبعضها واهمون...لكن رقصنا مع الذئاب سيستمر حتى نعيدها للحظائر ...ونخن لانهتم ان قلتم أننا عملاء للنظام ...ولانهتم الا بشيء واحد هو أن نرقص معكم فالرقص مع الذئاب ممتع من أجل الوطن ..من أجل أجمل "سوريا ياحبيبتي"