لم اعرف الطوائف ولم أسمع بها في بيت أبي حتى كان عمري ثمانية أعوام عندما حدثت مشاجرة في الصف وقام الخصمان برشق بعضهما بنعوت طوائفهما والعار الذي يجلل طائفة الآخر والكفر البراح.. وسمعت يومها مصطلحات دينية غريبة عليّ وشتائم مقذعة أذهلت براءتي وطفولتي.. فحملت تساؤلاتي وجهلي الى أبي في البيت ووضعت ماسمعته بين يديه محملا بكل قلقي وفضولي الطفولي.. فبدا عليه العبوس وقال لي لاتهتم بذلك.. يوما ما ستكبر وستعرف ياولدي أن ماسمعته ليس الا هباباً وعيباً.. انه بقايا تأثير الاستعمار.. وسألته: ولكن ماهو الهباب والاستعمار ياأبي.. فضحك وقال وهو يمسح على شعري: عندما ستكبر ستعرف ماذا يعني الاستعمار.. وماذا يعني الهباب ياولدي..