‏إظهار الرسائل ذات التسميات ليبيا. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات ليبيا. إظهار كافة الرسائل

الديبلوماسية السورية الرفيعة وامتحان بزيت الخروع للمبتدئين في قطر



كما توقعت ...كان قرار القيادة السورية بقيول المبادرة العربية مفاجئا للكثيرين .. وكما توقعت فان مجانين المعارضة راحوا يرقصون قبل أن ينتهي حمد بن جاسم من قراءة حرف القاف في عبارة "وافق الجانب السوري" .. ولكن دعوا المجانين يرقصون ودعونا نحن العقلاء نحاول أن نطل على بعض المفاتيح والقرائن علّنا نفتح خزائن الأسرار التي قد تشرح كل شيء ..
لاتتوقعوا مني أن أدخلكم الى قاعة الاجتماع التي جمعت الرئيس الأسد ومستشاريه مع حمد بن جاسم ووفد الجامعة العربية ..لأنني ببساطة لاأملك مفاتيح تلك القاعة ولم أكن مدعوا بطبيعة الحال كما أنتم جميعا .. ولكن معرفة الاحداثيات لبقعة جغرافية معينة تجعلنا نهبط فيها دون انحراف ..حتى وان لم نرها ..فلنقرأ احداثيات الحدث "الاتفاق" ...لنهبط بالمظلات على قلب الحقيقة ..

ان النظرة الأولى للاتفاقية تعطي انطباعا بأن القيادة السورية قدمت تنازلات هامة وأنها رضخت لبعض الضغط ..لأنها جاءت بعدما وصف على أنه تشنج سوري .. تلاه استرخاء غير مفهوم ..وهذا نموذج مما كتبه أحد المجانين المصابين بجنون العظمة وسأترك لكم تخمين اسمه الحديدي .. فيقول:

أنت جريح.. وجرحك كبير كعصا موسى.. يبلع كل جراح العالم

وأخيراً .. وصلت طلائع الاسلاميين الينا في هذا الشرق ..حملتهم الينا الثورات ..ثورات الحرية والديمقراطية حملت الينا أنفاس الاسلاميين ..وللأسف فانها ليست بالأنفاس العطرة ..نفس كريه من فم مصطفى عبد الجليل ونفس مميت من فم راشد الغنوشي ..وبخار عفن من زفير اردوغان وهاهم اخوان مصر يتجشؤون في صناديق الاقتراع ..وفوق كل هذا نرى قيء رياض الشقفة على أرصفة السوريين .. أنا من يقول هذا الكلام وأنا من كنت يوما أحلم بالاسلاميين يكبّرون ويسبّحون الله في البرلمانات العربية وفي أروقة المؤسسات الحكومية ..كنت على الدوام أعتقد ان الاسلاميين لم ينالوا فرصتهم في عملية ديمقراطية وآن لنا أن نستمع اليهم وأن نصوّت لهم ..وآن لهم أن يقولوا كلمتهم دون أن تعترضهم السجون والمعتقلات ..ولكن الربيع العربي كشف لي كم كانت أحلامي ساذجة ..ورومانسية ..وغبية

شيفرة دافنشي في سورية.. العلوج وبنت البازرباشي

ان من العقل والحصافة والمنطق في الكتابة عن سوريا هذه الأيام بالذات أن نكتب بمنتهى الشفافية ..وأن نستشير عقولنا قبل قلوبنا سواء كنا موالين للاصلاح أم كان لنا رأي آخر مناقض تماما كالمعارضة .. من الخطر أن يطل أحدنا على تمنياته عندما يكتب عن وطن في أزمة .. ولكن من الأخطر أن ألا يطل على قلبه ولو برهة وهو يتحدث عن سوريا..
أمضي أيامي في قراءة كل مايكتب كتّاب الثورة  عن تصورات وترهات وانهيارات وبشائر نصر وأستمع الى كل مايقال والى كل المقابلات والبلاغات العسكرية التي تسكب في مقالات تسمى "آراء" ..  في كل يوم تطرح هذه الثورة مواليد جددا من كتاب لانعرفهم .. وتزدحم شوارع الصحافة العربية بكل من يريد أن يدلي بدلوه في البئر السورية .. وفي نهاية كل يوم يضيف عتاة الكتاب القدامى وعتاولتهم الى قواميسهم الثورية مفردات خرجت طازجة للتو من الفرن بعد عجنها بالأكاذيب والأساطير ويتحدثون الينا كما يتحدث الينا اليقين .. ويمارس سحرة الثورة كتابة التعاويذ ويوزع كهنتها الرقى والحجابات .. كما سحرة قبائل الأدغال الافريقية المتوحشة..
من بين كل ماأقرأ من هذا الكم الهائل لاأحس جديرا بالقراءة الا مايصدر عن شخص واحد بعينه .. أقلّب مايقول .. وأضعه تحت المجهر وأعرف أنني أقرأ في عقل الأفعى .. وكل الباقي هو الأذناب .. ومن يساوي برأس الحية الذنبا؟؟
انه صديقنا العزيز ..جيفري فيلتمان

قطاع غزة "السوري".. العين بالعين.. والكاتيوشا بالكاتيوشا

لم يعد لدي أدنى شك أن معنويات الناس قد ارتاحت نسبيا وأن الروع قد هدأ الى حد كبير بالرغم من استمرار معسكر الشر بقيادة قطر على مواصلة ارهاق الناس بنقلهم من قلق الى آخر .. وبرغم أن الجزيرة تواصل الحديث عن انهيار سوريا وتنقلنا من مرحلة التدخل التركي الى مجلس الأمن الى تدخل الناتو الى ثرثرات الجامعة العربية ..وصلت الى هذه القناعة الراسخة بتجاوز الناس لمرحلة القلق الكبير الى القلق الصغير بعد أن لفتني كيف تغير الناس بشكل ايجابي ..ففي الأسابيع الأولى للأزمة السورية كنت حيثما حللت والى أي شخص تحدثت يبادرني الناس لسؤالي عن توقعاتي للأزمة وكان السؤال الذي يتكرر ملحاحا هو: هل صحيح أن النظام سيسقط؟ والى متى يمكن أن يصمد النظام؟ هل ستدخل تركيا وكيف ومتى؟ هل سيتدخل الناتو ومتى؟ متى سينقلب الروس؟؟ كنت أطمئن الناس وأؤكد لهم ان هناك محاولة لاسقاط النظام عبر دفع معنويات الناس للانهيار نفسيا ..ولكن مهمتي كانت صعبة في الحقيقة في وجه الجزيرة ووجه تنسيق اعلامي واسع الطيف انطلق في ساعة الصفر المقررة ..