عندما أمرّ على صحف العرب وكتّاب العرب أعرف ماذا يعني أن الأمم الفقيرة بالنخب لاتستطيع خوض المواجهات الفكرية الطاحنة مع الأمم الأخرى ..المواجهات الفكرية تحتاج الى عقول لاتمسك بها العواطف ..وعقول لاتمارس العناد الفكري ..وعقول لاترى امتطاء الحقائق لجياد العقل الجامحة اهانة لها لاتقبلها عزة نفسها فتصرّ على نبذ الحقائق .. ويصل الأمر ببعض الكتّاب أنهم ماعادوا يكتبون عن الواقع بل صاروا يكتبون بطريقة رواية الاساطير ومبالغاتها وقسوتها ومفاجآتها ... انفصل المثقفون العرب عن الواقع تماما وأصابهم الربيع العربي بلوثة "التأسطر" .. وصارت قراءة بعض كتابات مثقفي العرب مغامرة لأنها عملية مواجهة بين العقل والأسطورة ..والمشكلة الكبرى أن عددا من القراء العرب أيضا يميلون لتصديق الأسطورة ..لأن العاطفة لا العقل من يعمل ..ولأن العناد يحل محل العاطفة عندما تتنحى للعقل .. فالأسطورة تنتشر لأن الاسطورة يقرأها عشاق الأسطورة والحكايات ..
إظهار الرسائل ذات التسميات الجامعة العربية. إظهار كافة الرسائل
إظهار الرسائل ذات التسميات الجامعة العربية. إظهار كافة الرسائل
على طاولة القمار .. قدود حلبية وخازوق من جبل الشيخ الى مشهد
هذه الأيام الحمراء أيام لاتحب الخطابة ولاتحب الشعر .. ولاتهتم بالرثائيات والبكائيات والنواح .. وهذه الأيام أيام لاتعنيها لغة الوعيد ولاالتهديد ..ولاتعبأ بلغة القدح والذم والتخوين والتجريم والقاء اللوم على القتلة والمؤامرة.. ولاأكذب ان قلت انني لاأستطيع سماع الشعارات ورفع السبّابات والتلويح بالويل والثبور وعظائم الأمور .. الأزمة السورية أطلقت بسرعة مجتمعا ناضجا وواقعيا لايبحث عن الأساطير والشعراء والبلغاء والفصحاء والأصوات العالية .. بل تعنيه المواجهة مع الأسئلة الصعبة والخيارات والتحقيق الشاق مع الشروح والتفاسير .. وهو مستعد لسماع الأخبار القاسية على حقيقتها بدل الأخبار المخدرة والمهدئة المورفينية .. ومستعد للقاء أخبار الخسائر كما أخبار الانتصارات .. الشعب السوري علمته الأزمة أنه هو الحقيقة الباقية التي يؤمن الغرب أنها يجب أن تموت .. ولكن من يمتلك قلبه الحقيقة لا يموت.. ومن تمتلك قلبه الحقيقة لاتفرط به..
فارس بلا رأس .. المجهول والمعلوم في حريق الفلوجة وحمص
يلومني الكثيرون على تجاهلي لما يسمونه "ثورة الربيع العربي" واصراري على اشاحة نظري عنها بازدراء .. ويسوق لي البعض المقالات والمقابلات وصورا من اليوتيوب .. لكنني لم أستطع ابتلاع هذه الثورات ولاهضمها ولااستساغتها .. وموقفي ليس عنادا ولاتشبثا بنظام ولابعهد بل هو انحياز نحو عقلي وقلبي أولا وانحياز نحو كل ماتعلمته وقرأته .. وأنا قرأت كل ماقرأت في حياتي كي أتمكن من استعمال عقلي في حدث مفصلي كهذا .. وكي لا أسلّم بالأشياء فقط لأن الجمهور يريد ذلك ولأن بوصلة الشارع لاتخطئ حسب مايزعمون .. انني لاأحب السير مع القطيع الذي تقوده الذئاب ..بل وتسير بينه الذئاب .. ولاأحب الثورات التي لاتعرف نكهة الفلسفة ولا نعمة الفكر..فهذا برأيي ذروة الكفر..
لاتلام الديكتاتوريات اذا لم تكن لها فلسفة ولا فلاسفة يعتد بهم وبفكرهم .. فالثيران لاضروع لها لتنتج الحليب ..ولا أتوقع أن تنتج الديكتاتوريات فلسفة ذات أثر .. لكن لايغفر للثورات فقرها بالفلسفة وغياب الفلاسفة والمفكرين عنها وهم الذين يضيؤون ويتوهجون بالأفكار .. والثورات العظيمة يوقدها عظماء وتضيئها عقول كالشهب وتتكئ على قامات كبيرة ترسم بالنور زمنا قادما بالقرون .. وغياب هؤلاء يسبب تحول أي ثورة الى مجرد تمرد أهوج وانفعال بلا نتيجة سوى الدمار الذاتي..
لمعان السيوف وقبلة على القلوب من بريق الفيتو
ماحدث في مجلس الأمن لم يشكل مفاجأة لنا وقد توقعناه كما تعرفون جميعا .. فهناك ثغور لمعت بالابتسام والفرح وهناك بالطبع وجوه اكفهرت واسودّت .. ومايحز في النفس أن هناك مناصرين للثورجية لايزالون يساقون من فخ الى آخر ولايزالون يستعملون كالذخيرة في بنادق الديبلوماسية الغربية .. لاأدري ماذا جنى هؤلاء الثورجيون من رقصة الليل في الأمس أمام وسائل الاعلام والصراخ والبكاء والتمثيل .. فمن الواضح أنها كانت تمثيلية رخيصة لأن الجيش السوري لن يقصف مدينة قبل جلسة مجلس الامن .. ولو كان الجيش هو من يقصف فانه لن يتوقف حتى تنتهي المهمة .. وعملية اقتحام الخالدية لن تستغرق أكثر من ساعتين مع جيش محترف ..ولكن الخالدية بقيت كما نعلم دون ان يدخلها الجيش وبقي فيها المسلحون .. وبقيت فيها الجثث المختطفة التي صورها القتلة الثورجيون بعد قتلها بوحشية ..وبقيت النعوش الفارغة أيضا بعد تصويرها !!..
صدقوني لاأحس باحساس الشامتين بمن هز بالأمس ولطم أمام الكاميرات ورقص رقصة الاستغاثة والتفجع واستجداء العطف وتسول الشفقة .. ولكنني بدأت أحس بالأسى على هؤلاء الناس والشباب الذين يعلنون التمرد والذين يحترقون في هذه المعركة الاعلامية والنفسية ويحرقون حاراتهم وبيوتهم وماضيهم ومستقبلهم ومستقبل التعايش مع اخوتهم وهم لم يتمكنوا حتى هذه اللحظة من التقاط النتيجة التي التقطتها كل الدنيا ..وهي أنهم يخوضون معركة خاسرة ويتبعون قيادة فاشلة ومتهورة ومتخبطة وغير مستقلة ..
نحن في معسكر الوطن نجري دوما مراجعاتنا المتواصلة ونعرف أن معظم الخطوات التي اتخذناها كانت صائبة .. ولكن معسكر المعارضة وجمهوره لايبدو أنه مؤهل أو قادر على اجراء هذه المراجعات .. ربما لأن من يزوده بالمعطيات يمارس خداعه ورفع معنوياته دون مكاشفته بالحقائق والمعطيات ولايقدم له تقريرا عن سير "المعارك" الديبلوماسية ولا عن خطط الثورة ..التي تبين أنها فاشلة بشكل مثير للغثيان..والأسى ..
من ألف ليلة وليلة.. الشعب يريد مونيكا لوينسكي
لو كانت شهرزاد وشهريار في هذا الزمن لسهرا معا بالامس على جلسة مجلس الأمن بدلا من حكايا العفاريت والجان .. ولأشار شهريار على شهرزاد بأن تلزم الصمت كلما أرادت أن تنبس ببنت شفة .. فمجلس الأمن بالأمس كان ليلة من ليالي الحكايات الخرافية ومشهدا من مشاهد الصراع بين الجن والانس وبين الأشرار والأخيار ..وماسمعناه من أهوال تشيب لها الولدان تجعل حكايا شهرزاد تنتمي الى حكايا الواقع .. فلا خيال يعلو فوق خيال رجال مجلس الأمن ..الا خيال الثوار السوريين ..وخيال كتاب جريدة التايم البريطانية ..عندما تكتب عن زوجة الطاغية!!
بالأمس فغرت شهرزاد فاها وهي تستمع الى حجم من الأساطير والأكاذيب في كلمات السيدة هيلاري كلينتون وآلان جوبيه والسيد ويليام هيغ .. وبالطبع قاطع شهريار الاستماع ومال على أذن شهرزاد وسألها: ولكن قولي ياشهرزاد ..من هذا القرصان الذليل الذي يجلس وبجانبه رجل مطيع لايعصي له أمرا ؟؟!! .. فتقول شهرزاد: أيها الملك الرشيد ذو الرأي السديد انه حمد بن جاسم سائس اسطبل العرب ومعه صبيّه العربي .. فيصرخ فيها شهريار: اذا في الصباح أرسلي سيافي فيروزا الى مجلس الأمن ليأتيني برأسي هذين الصعلوكين..
حتى أنت يا بوتين؟!! هل يفعلها أردوغان في الكوميديا الالهية؟
ماحدث في الأشهر الأخيرة من تغير في المشهد الاقليمي وتقلبات الدول والعلاقات في مأساته وغرائبيته أشبه "بالكوميديا الالهية" للشاعر الايطالي "دانتي أليغييري" الذي وصف في ملحمته الخالدة التصورات المسيحية للآخرة وقسّم ملحمته الى ثلاثة أقسام هي: 1- الجحيم 2- والمطهر 3- والجنة ..
والكوميديا الدولية في الربيع العربي أطلقت "مرحلة الجحيم" في تحول أمير بدوي جاهل من أتفه ماأنجبته جزيرة العرب الى منظّر للحريات ينضوي تحت جناحه مثقفون عرب .. والكوميديا تجلت في اندفاع السعوديين المعروفين بحكمهم القروسطي الظلامي خلف شعارات الحرية والعدالة والثورة والبكاء على الشعب السوري ..والكوميديا أيضا تجلت بظهور شخصيات من قاع تخلف المجتمع العربي لتتلاعب بمصير الشعب السوري مثل العرعور والقرضاوي .. بل تجلى الجحيم كله في انقياد مثقفين عرب وسوريين لقيادات دينية وخارجية متناقضة معها تماما مثل برهان غليون وكل رهط استانبول .. والكوميديا الدولية تأبى الا أن تتوج هذا الجحيم الفكري بتصريحات الناتو عن الحرية وحقوق الانسان فيما هو يبول عليها وعلى أبنائها ..
أردوغان على خطى جنبلاط .. وخطة روسية عاجلة لاحتواء تركيا
كل من شهد بدايات الأحداث في سوريا اعتقد أن الأمور ستعود الى سابق عهدها خلال أسايبع.. الا قلة قليلة كانت تعرف أن المشروع يتنقل على مراحل.. القيادة السورية كانت تعلم أنها تتعامل مع مراحل وأن أصعب المراحل كانت في الأشهر الثلاثة الأولى.. وقد تجاوزتها.. ومايحدث الآن هو التعامل مع المرحلة الثالثة وهي التي تحاول الضغط الاقتصادي لارهاق الميزانية وافقار السوريين وايصالهم بعد حصار طويل لقناعة كاذبة تشبه قناعة العراقيين أن التخلص من نظام الحكم قد يكون فيه الخلاص للخروج من الأزمات الاقتصادية.. لكن الفارق هنا أن القرارات بالحصار الاقتصادي عرجاء فهي ليست دولية ولا أممية وهناك كل الطرق الاقتصادية المتاحة للبدائل عبر مجموعة بريكس وغيرها..
جميعنا نبحث عن المستقبل وما يخبئه لنا.. ولو كنا نؤمن بالبصّارات وقارئات الكف لفتحنا ملايين الكفوف وشربنا القهوة بملايين الفناجين لنعرف ماذا سيقول الغد.. نتجول كل يوم على كل المحطات والمواقع علنا نسمع مايروي ظمأنا.. ولكن مشاعرنا تتأرجح فعندما نستمع لاعلام الثورجية وجزيرتهم نعرف أن هناك شطحات وسباحة في دم الناس.. وعندما نستمع لاعلام الدولة نحس أن هناك أشياء لاتقال وأن هناك حرصا على كل حرف يقال فنبقى ظامئين.. لكن سنترك فناجين القهوة والكفوف وسنترك اعلام السباحة في دم الناس واعلام السباحة في القطب الجنوبي وسنحاول البحث في مصادر أخرى ونتلمس بعض الاسرار التي لاتفهم..
التنين في انتظار غودو السوري.. فلتنظر خلفك بغضب
انظر خلفك بغضب.. صرخة أطلقها الروائي الانكليزي "جون أوزبورن" الذي يمثل جيلاً من الأدباء والفلاسفة الناهضين من بين حطام مابعد الحرب العالمية الثانية.. وجيلاً من الأدباء الغاضبين والساخطين من حماقات البشرية في اطلاقها للحروب المدمرة التي خلقت انعدام الثقة بين الناس والانعزالية والدمار.. فكتب أوزبورن رواية ثائرة بعنوان "انظر خلفك بغضب".. ملأها بالاحتجاج والتمرد والانفعال..
ولكن من هو أجدر من السوريين من أن ينظر خلفه بغضب بعد هذه التجربة التي فجرت فينا السخط والغضب الشديدين من نذالة العالم "الحر" الذي يقتل الحرية من أجل الحرية.. ومن نذالة الجيران الذين يطعنون الجيران.. ومن خيانة "الاخوان" الذين يأكلون لحوم الاخوان.. والعرب الذين لايقتلون الا العرب..
بل من هو أجدر بالنظر حوله بغضب من الجيش السوري الذي تجرأ البعوض على ادماء مقلته بقتله عدداً من الطيارين السوريين.. الجيوش الغاضبة لاتعرف السياسة.. ولاتعترف بالديبلوماسية.. وتسخر من البروتوكولات والمجاملات وحفلات التواقيع وولائم العشاء وديبلوماسية الشاي.. الجيوش لاترتدي ربطات عنق بل ترتدي أحزمة النار.. ولاتعرف لغة الهدوء والبرود بل لغة الأعاصير والبراكين.. الجيوش الغاضبة تتحدث بالرصاص.. شفاهها سلاسل الدبابات.. ولهاثها هدير الطائرات.. وأقلامها الصواريخ.. أما ديبلوماسيتها فهي ديبلوماسية المدفعية.. وغزلها هو "غزل الرعود.. مع الرعود"..
أستطيع أن أقول لكم ومن خلال معرفتي أن الجيش السوري بدأ يتمطى.. ويقطب وجهه ويزيد من عبوسه.. والويل من غضب الجيوش الجريحة وعبوسها.. ومن أجمل العبارات التي سمعت في حياتي هي: الويل لمن يعشش في رأسه البعوض.. اذا ماوقع بين أشداق الجيوش الغاضبة..
مراجعات الاسلاميين الكبرى.. أعطونا السلطة وخذوا الاستقلال
من يتابع الاسلاميين هذه الفترة في العالم العربي يستطيع أن يستنتج أن الحركات الاسلامية قامت باجراء مراجعة شاملة لتجربتها عبر العقود الماضية والتي تكللت بالهزائم والتراجعات والانتكاسات والهزائم ..وقد ساهم الاندحار العسكري في عدة تجارب خلال عدة عقود على أن ترغم هذه الجماعات على الجلوس واعادة النظر في تكتيكاتها التي اعتمدت على العناد السلوكي والتحدي والمجاهرة بالأهداف العالية السقف التي لاتقل عن الاستيلاء على السلطة بحكم ارادة الله الذي لاراد لارادته وبناء المجتمع الاسلامي واقامة دولة الخلافة..
وساهمت عملية القمع التي قامت بها السلطات الحاكمة في الدول الاسلامية والملاحقات في كل العالم لرموز الحركات الاسلامية في جعل المراجعات على الاستراتيجيات والتكتيكات التي تتبعها هذه التنظيمات حتمية وضرورية.. وبدات ملامح المراجعات التكتيكية في الاعلان ان "عبود الزمر" أحد القادة والمنظرين الرئيسيين للتيار الاسلامي في مصر أصدر كتبا في سجنه يعبر عن اعتداله ويعلن انشقاقات عن رأيه في عملية تطبيق الجهاد .. بل واعتبر "الزمر" أن الرئيس أنور السادات شهيد وهو الذي أرداه التنظيم الاسلامي نفسه صريعا برصاصات خالد الاسلامبولي .. وزاد الزمر على ذلك بأن اعتذر عن عملية قتل السادات ..وقيل أيضا ان الشيخ عمر عبد الرحمن أحد أكبر منظري الحركات الجهادية المصرية قد تبرأ من قتلة الرئيس السادات أيضا ..وكان قد أعلن تأييده لمبادرة وقف العنف عام 1997!!هذا التراجع عن فتوى بحجم فتوى قتل أنور السادات وتعطيل الجهاد كانت له دلائل ..لم تقرأ بدقة ولكن يمكن فهمها الآن في ضوء مايحدث..
ومن يقوم باجراء مراجعات فاحصة لخطاب هذه التنظيمات يجد أنها قامت بعملية تفاوض شاقة مع نفسها وقامت بعملية قلع ذاتيه للأظافر والمخالب والأسنان وجدع الأنف لغاية في نفسها .. وان فلسفتها النظرية لم تتغير على الاطلاق بل تمت عملية تغيير في طريقة تسويق المنتج .. بحيث أن المنتج الفكري الاسلامي بقي نفسه ولم يتغير تركيبه ومذاقه ولكن التغيير طال الغلاف الخارجي وعملية التعليب ورافق ذلك عملية تحطيم للمفاهيم السائدة عن ثوابت الاسلاميين وتغيير الصورة النمطية التي احتفظوا بها ..وجرت حملة دعائية لمنتج جديد باسم جديد سمي "الربيع العربي" الديمقراطي ..
والأهم من ذلك أن هذه التنظيمات قررت بعد اجرائها المراجعة الكبرى أخيرا التسليم والاعتراف بأن مرحلة الوصول الى السلطة لن تتم الا عبر المرور بالموافقة الغربية وبالتحديد الامريكية ..وكان لابد من ثمن والدلائل تشير الى ان ثمنا ما قد تم تسديده أو الاتفاق عليه ..وهذا ماسنتحدث عنه لاحقا..
الصراع الفرانكفوني الأمريكي على المعارضة السورية.. صدام القاهرة مثالاً
وقعوا في بعض ..كلمة سرحان عبد البصير في مسرحية "شاهد ماشافش حاجة" هي أنسب توصيف لما حدث للمعارضين السوريين في القاهرة ..
ماالذي حدث بالضبط في القاهرة؟ .. الحقيقة أننا سمعنا تقصفا لأغصان المعارضة ..وسمعنا صوت تكسر النصال على النصال ..وأستطيع أن أقول بثقة ان الفرقة الرابعة للمعارضة بقيادة العميد حسن عبد العظيم أعلنت انشقاقها وتخوض معارك ضارية مع قوات برهان غليون ..ويؤكد شهود عيان سماع قصف الدبابات والمدفعية الثقيلة .. ويؤكد ناشطون تمكنا من الاتصال بهم سماع تحليق طائرات مقاتلة تشارك في العمليات القتالية ضد القوات المنشقة ..!! ..
هذا هو الانشقاق الذي يسمع صوته كانشقاق الخشب وكانقصاف الأشجار في الرياح العاتية ..
كوابيس فرانز كافكا وفضيلة الشيخ برهان غليون
عندما أطل برهان غليون فجأة صبيحة العيد وعلى غير توقع وانتظار وثبت اليّ من اللاوعي والعقل الباطن رواية فرانز كافكا بعنوان (المسخ) ..التي عرّفتني على شخصية مطابقة لشخصية السيد برهان غليون، وأحسست أن أقدار هذا الرجل وأقدار بطل رواية "المسخ" لكافكا هي (فولة وانقسمت نصين).. من يقرأ قصص كافكا الشهيرة يصاب بالدهشة من حجم التطابق بين سيرة حياة برهان غليون الكابوسية وأبطال شخصيات كافكا الكابوسية..ويدرك الناقد أن كافكا كتب بالرمز عن أسئلة الوجود الكبرى عبر أشخاص في الحياة يعيشون بيننا بشكل يومي ..ولاأدل على ذلك من تطور والتواءات حياة برهان غليون..
وفرانز كافكا هو أحد أشهر كتاب القصة ورائد الكتابة "الكابوسية" السوداء.. وبالطبع لاأريد تحقير السيد غليون بتشبيهي له ببطل رواية "المسخ" فليس من الأخلاق تحقير الناس مهما اختلفنا معهم .. لكن سيرة وانعطافات غليون الغريبة في الحياة لاتجد لها شبيها الا قصص كافكا الثقيلة كالكوابيس السوداء .. فحياة غليون تكاد تكون مستنسخة تماما من أبطال روايات كافكا ..أتمنى من كل قلبي ألا تنتهي حياة غليون تلك النهايات المأساوية المؤلمة لأولئك الأبطال المأزومين المهزومين لكافكا
وفرانز كافكا هو أحد أشهر كتاب القصة ورائد الكتابة "الكابوسية" السوداء.. وبالطبع لاأريد تحقير السيد غليون بتشبيهي له ببطل رواية "المسخ" فليس من الأخلاق تحقير الناس مهما اختلفنا معهم .. لكن سيرة وانعطافات غليون الغريبة في الحياة لاتجد لها شبيها الا قصص كافكا الثقيلة كالكوابيس السوداء .. فحياة غليون تكاد تكون مستنسخة تماما من أبطال روايات كافكا ..أتمنى من كل قلبي ألا تنتهي حياة غليون تلك النهايات المأساوية المؤلمة لأولئك الأبطال المأزومين المهزومين لكافكا
الديبلوماسية السورية الرفيعة وامتحان بزيت الخروع للمبتدئين في قطر
كما توقعت ...كان قرار القيادة السورية بقيول المبادرة العربية مفاجئا للكثيرين .. وكما توقعت فان مجانين المعارضة راحوا يرقصون قبل أن ينتهي حمد بن جاسم من قراءة حرف القاف في عبارة "وافق الجانب السوري" .. ولكن دعوا المجانين يرقصون ودعونا نحن العقلاء نحاول أن نطل على بعض المفاتيح والقرائن علّنا نفتح خزائن الأسرار التي قد تشرح كل شيء ..
لاتتوقعوا مني أن أدخلكم الى قاعة الاجتماع التي جمعت الرئيس الأسد ومستشاريه مع حمد بن جاسم ووفد الجامعة العربية ..لأنني ببساطة لاأملك مفاتيح تلك القاعة ولم أكن مدعوا بطبيعة الحال كما أنتم جميعا .. ولكن معرفة الاحداثيات لبقعة جغرافية معينة تجعلنا نهبط فيها دون انحراف ..حتى وان لم نرها ..فلنقرأ احداثيات الحدث "الاتفاق" ...لنهبط بالمظلات على قلب الحقيقة ..
ان النظرة الأولى للاتفاقية تعطي انطباعا بأن القيادة السورية قدمت تنازلات هامة وأنها رضخت لبعض الضغط ..لأنها جاءت بعدما وصف على أنه تشنج سوري .. تلاه استرخاء غير مفهوم ..وهذا نموذج مما كتبه أحد المجانين المصابين بجنون العظمة وسأترك لكم تخمين اسمه الحديدي .. فيقول:
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)