كما تذكرون في عام 2006 تمكن حزب الله من أسر جنديين اسرائيليين فانطلقت شرارة الحرب، لكن سير الأحداث كشف أن الحرب كان مخططا لها وأن بنك الأهداف كان جاهزا لتتم مفاجأته في الشهر العاشر من ذلك العام حسب الخطة الجاهزة التي كانت تبحث فقط عن المسوّغ، فكان أسر الجنديين.. ووجدت اسرائيل في ذلك المسوغ الذهبي فعمدت فورا الى وضع خطتها في حيزالتطبيق خلال ساعة واحدة وألغت الانتظار حتى الشهر العاشر .. وكانت الحرب الهزيمة الأقسى لاسرائيل...
ماحدث في سوريا هو بالضبط ماحدث مع حزب الله وهو أن خطة تخريب سوريا كانت معدة سلفا ومنذ أشهر وكانت تبحث عن اطلاق شرارة تبنى عليها الاحتجاجات العنيفة ..وكان الأستاذ ناصر قنديل قد أشار الى أنه بعد شهر من أحداث تونس تلقى اتصالا من شخصية سورية شاركت في اجتماع تحضيرات هذه الأحداث وطلب منه تحذير القيادة السورية..
وتوفرت لدينا معلومات حديثة أن بعض الصحفيين العرب أبلغ القيادة السورية في الشهر التاسع تحديدا من العام الماضي بأن هناك اجتماعات مغلقة لتحضير غرفة اعلامية سورية تشترك فيها صحف كبرى وفضائيات لكن التفاصيل لم تكن واضحة .. وتمكنت المخابرات السورية من تجنيد أحد الموظفين في مكاتب كلنا شركاء لأيمن عبد النور (وربما صديق له) الذي بعث تقريرا للسوريين في الشهر التاسع/العاشر يقول أن أيمن عبد النور يجري اتصالات كثيرة واجتماعات متكررة لاطلاق سياسة أكثر عدوانية وبدأ بالغاء سياسة الموقع باستيعاب طيف متنوع من الآراء المؤيدة للنظام أو المحايدة وأن التركيز سيتم على تحريض تدريجي والتركيزعلى فساد عائلة الرئيس وخاصة رامي مخلوف وأنه سيبدأ ببرنامج على محطة أورينت التي تحضر أيضا غرفة عمليات خاصة بسوريا..وأن أيمن جزء من مجموعة تتحرك لشيء ما قريبا..
لكن تسريبات أخيرة مهمة بدأت تتكشف تشير الى أن الحادثة المزعومة في درعا عن اعتقال طلبة صغار على خلفية شعارات مناهضة للرئيس على الأغلب لم تكن عفوية اطلاقا بل قد تم دفع الطلبة اليها دفعا وأن من قام بتبليغ الأمن عن الطلبة هم أنفسهم المكلفون باطلاق الشرارة الاولى .. وعند لقاء المحافظ ببعض الوجهاء وبأولياء الطلبة لجأ البعض لاستفزازه "عمدا" لاخراجه عن طوره ووجهوا له تهديدات واهانات .. وبالفعل الرجل معروف بسرعة غضبه وانفعاله فشتم وأهان من حضر وهدد .. فعاد الوفد والأولياء مسرعين الى أحيائهم وبدؤوا باخراج جمهور بالعشرات معد سلفا بشعارات مرتبة عن اسقاط النظام .. ولم يكن الجهاز الأمني مهيأ لتمرد عنيف حاصر المقر الأمني منذ الساعات الأولى بشكل عنفي .. وخاض جهاز الأمن معركة صغيرة ضد هجوم مسلح حقيقي لكن المثير للدهشة أن عدد القتلى كان مرتفعا ويشير الى احتمال مشاركة طرف ثالث غير معروف بالقتل قام بقتل العدد الأكبر من المتظاهرين .. وهنا استلمت الغرفة الاعلامية طرف الخيط وربطت بدهاء الحادثة على أنها مثل حادثة مدينة سيدي بوزيد التونسية..وانطلقت الجزيرة وبقية القصة معروفة ..
مافعلته القيادة السورية بعد جملة التحذيرات -وبعضها جاء من الاستخبارات الروسية- كان في غاية الهدوء حيث تحركت مجموعات الاختراق للمجموعات الاسلامية .. وسوريا معروفة بتفوقها في اختراق المجموعات السلفية في الشرق الأوسط (والتي ضغطت الولايات المتحدة كثيرا على السوريين بعد أحداث سبتمبر للحصول على تفاصيل انتشارها وعملها وعنقودية مركباتها التنظيمية) ... وكان لدى السوريين كنز كبير من المعلومات لم يتسن للأمريكي الحصول عليها لأن السوريين أطلقوا هذه المجموعات ضد الأمريكيين في العراق
لغة الجسد لدى عزمي واضحة جدا وتدل على قلق واضح وعدم ارتياح... وحركاته تذكرنا بدراسة لغة الجسد للراحل الرئيس صدام حسين بعد تلقيه الضربة الجوية الفتاكة عام 1991 اذ ظهر في اليوم التالي محاولا الثقة بالنفس لكن قرّاء لغة الجسد الغربيين لفتوا الى عدد مرات رفة عيونه في الدقيقة بالقياس الى الأيام والصور العادية حيث تضاعفت بعد الضربة وصارت الرفّة على شكل اغماضة قوية سريعة متكررة، وعرف القادة الغربيون عندها بشكل يقيني أن صدام قد تلقى الضربة وأنها نجحت جدا بدليل قلقه الشديد الذي عكسته رفة عيونه..
أثار عزمي (الذي قدم نفسه على الدوام أنه لاينطق عن الهوى) ابتسامنا عندما أكد أن لاعودة عن الثورة السورية وهو المدرك أن الثورة تآكلت عندما أكلها الدم وأنها تتعفن بفوضاها التي درستها أجهزة الأمن السورية بعناية .. وعزمي يدرك أيضا وبنفس اليقين أنها الأيام الأخيرة لنجم لعزمي بشارة الذي انتهى وينطفئ ودخل مرحلة التبرد قبل التحجر .. الثورة السورية التي أشعلها بتصريحاته أحرقته وهاهو يحترق ويتصاعد الدخان من بقاياه ... وكما كتب الروائي السوري الكبير حنا مينة رواية (نهاية رجل شجاع) فسيتحدث جيل قادم عن عزمي و "نهاية رجل ...حقير".
اقترب أوباما من المجموعة المنفعلة وسحب كرسيا وجلس الى جانب بيريز الذي كان يستمع وهو يطرق برأسه فسأل أوباما: ماذا هناك (وات از ذا ماتر؟)؟ ...
فقال شيمون بيريز: بعد جمعة (صمتكم يقتلنا) رياض الشقفة يريد قتل مليون سوري الى جانب قتل بياع أحذية، والعرعور يريد قتل مليونين مع بياع الأحذية، والأستاذ عبد الحليم خدام يريد قتل نصف الشعب السوري بالسلاح النووي مع بياع الأحذية، أما الشيخ اللحيدان فيريد قتل 23 مليون سوري الى جانب بياع الأحذية طبعا...
عندها رفع بيريز رأسه ونظر الى المجتمعين وصرخ قائلا: أترون أيها الأغبياء..أترون؟؟ لاأحد سيهتم لقتل 23 مليون سوري ..قال صمتكم يقتلنا قال ... انقلعوا من هون وخلصوا المهمة ...ضربة تخلع رقبتك ورقبتو..
واليوم المعسكر المنادي بالحرية لسوريا (في قطر وأنقرة وكل طباليه ومجانينه) مستعد لأن يقاتل حتى آخر قطرة دم سورية من أجل مشروع صعود بعض المهووسين بالسلطة في سوريا..وصعود اسرائيل..
ماحدث في سوريا هو بالضبط ماحدث مع حزب الله وهو أن خطة تخريب سوريا كانت معدة سلفا ومنذ أشهر وكانت تبحث عن اطلاق شرارة تبنى عليها الاحتجاجات العنيفة ..وكان الأستاذ ناصر قنديل قد أشار الى أنه بعد شهر من أحداث تونس تلقى اتصالا من شخصية سورية شاركت في اجتماع تحضيرات هذه الأحداث وطلب منه تحذير القيادة السورية..
وتوفرت لدينا معلومات حديثة أن بعض الصحفيين العرب أبلغ القيادة السورية في الشهر التاسع تحديدا من العام الماضي بأن هناك اجتماعات مغلقة لتحضير غرفة اعلامية سورية تشترك فيها صحف كبرى وفضائيات لكن التفاصيل لم تكن واضحة .. وتمكنت المخابرات السورية من تجنيد أحد الموظفين في مكاتب كلنا شركاء لأيمن عبد النور (وربما صديق له) الذي بعث تقريرا للسوريين في الشهر التاسع/العاشر يقول أن أيمن عبد النور يجري اتصالات كثيرة واجتماعات متكررة لاطلاق سياسة أكثر عدوانية وبدأ بالغاء سياسة الموقع باستيعاب طيف متنوع من الآراء المؤيدة للنظام أو المحايدة وأن التركيز سيتم على تحريض تدريجي والتركيزعلى فساد عائلة الرئيس وخاصة رامي مخلوف وأنه سيبدأ ببرنامج على محطة أورينت التي تحضر أيضا غرفة عمليات خاصة بسوريا..وأن أيمن جزء من مجموعة تتحرك لشيء ما قريبا..
لكن تسريبات أخيرة مهمة بدأت تتكشف تشير الى أن الحادثة المزعومة في درعا عن اعتقال طلبة صغار على خلفية شعارات مناهضة للرئيس على الأغلب لم تكن عفوية اطلاقا بل قد تم دفع الطلبة اليها دفعا وأن من قام بتبليغ الأمن عن الطلبة هم أنفسهم المكلفون باطلاق الشرارة الاولى .. وعند لقاء المحافظ ببعض الوجهاء وبأولياء الطلبة لجأ البعض لاستفزازه "عمدا" لاخراجه عن طوره ووجهوا له تهديدات واهانات .. وبالفعل الرجل معروف بسرعة غضبه وانفعاله فشتم وأهان من حضر وهدد .. فعاد الوفد والأولياء مسرعين الى أحيائهم وبدؤوا باخراج جمهور بالعشرات معد سلفا بشعارات مرتبة عن اسقاط النظام .. ولم يكن الجهاز الأمني مهيأ لتمرد عنيف حاصر المقر الأمني منذ الساعات الأولى بشكل عنفي .. وخاض جهاز الأمن معركة صغيرة ضد هجوم مسلح حقيقي لكن المثير للدهشة أن عدد القتلى كان مرتفعا ويشير الى احتمال مشاركة طرف ثالث غير معروف بالقتل قام بقتل العدد الأكبر من المتظاهرين .. وهنا استلمت الغرفة الاعلامية طرف الخيط وربطت بدهاء الحادثة على أنها مثل حادثة مدينة سيدي بوزيد التونسية..وانطلقت الجزيرة وبقية القصة معروفة ..
مافعلته القيادة السورية بعد جملة التحذيرات -وبعضها جاء من الاستخبارات الروسية- كان في غاية الهدوء حيث تحركت مجموعات الاختراق للمجموعات الاسلامية .. وسوريا معروفة بتفوقها في اختراق المجموعات السلفية في الشرق الأوسط (والتي ضغطت الولايات المتحدة كثيرا على السوريين بعد أحداث سبتمبر للحصول على تفاصيل انتشارها وعملها وعنقودية مركباتها التنظيمية) ... وكان لدى السوريين كنز كبير من المعلومات لم يتسن للأمريكي الحصول عليها لأن السوريين أطلقوا هذه المجموعات ضد الأمريكيين في العراق
لغة الجسد لدى عزمي واضحة جدا وتدل على قلق واضح وعدم ارتياح... وحركاته تذكرنا بدراسة لغة الجسد للراحل الرئيس صدام حسين بعد تلقيه الضربة الجوية الفتاكة عام 1991 اذ ظهر في اليوم التالي محاولا الثقة بالنفس لكن قرّاء لغة الجسد الغربيين لفتوا الى عدد مرات رفة عيونه في الدقيقة بالقياس الى الأيام والصور العادية حيث تضاعفت بعد الضربة وصارت الرفّة على شكل اغماضة قوية سريعة متكررة، وعرف القادة الغربيون عندها بشكل يقيني أن صدام قد تلقى الضربة وأنها نجحت جدا بدليل قلقه الشديد الذي عكسته رفة عيونه..
أثار عزمي (الذي قدم نفسه على الدوام أنه لاينطق عن الهوى) ابتسامنا عندما أكد أن لاعودة عن الثورة السورية وهو المدرك أن الثورة تآكلت عندما أكلها الدم وأنها تتعفن بفوضاها التي درستها أجهزة الأمن السورية بعناية .. وعزمي يدرك أيضا وبنفس اليقين أنها الأيام الأخيرة لنجم لعزمي بشارة الذي انتهى وينطفئ ودخل مرحلة التبرد قبل التحجر .. الثورة السورية التي أشعلها بتصريحاته أحرقته وهاهو يحترق ويتصاعد الدخان من بقاياه ... وكما كتب الروائي السوري الكبير حنا مينة رواية (نهاية رجل شجاع) فسيتحدث جيل قادم عن عزمي و "نهاية رجل ...حقير".
اقترب أوباما من المجموعة المنفعلة وسحب كرسيا وجلس الى جانب بيريز الذي كان يستمع وهو يطرق برأسه فسأل أوباما: ماذا هناك (وات از ذا ماتر؟)؟ ...
فقال شيمون بيريز: بعد جمعة (صمتكم يقتلنا) رياض الشقفة يريد قتل مليون سوري الى جانب قتل بياع أحذية، والعرعور يريد قتل مليونين مع بياع الأحذية، والأستاذ عبد الحليم خدام يريد قتل نصف الشعب السوري بالسلاح النووي مع بياع الأحذية، أما الشيخ اللحيدان فيريد قتل 23 مليون سوري الى جانب بياع الأحذية طبعا...
عندها رفع بيريز رأسه ونظر الى المجتمعين وصرخ قائلا: أترون أيها الأغبياء..أترون؟؟ لاأحد سيهتم لقتل 23 مليون سوري ..قال صمتكم يقتلنا قال ... انقلعوا من هون وخلصوا المهمة ...ضربة تخلع رقبتك ورقبتو..
واليوم المعسكر المنادي بالحرية لسوريا (في قطر وأنقرة وكل طباليه ومجانينه) مستعد لأن يقاتل حتى آخر قطرة دم سورية من أجل مشروع صعود بعض المهووسين بالسلطة في سوريا..وصعود اسرائيل..