السيف الصمصام أم ديك الجن الحمصي؟

الدفاع عن الرئيس السوري ليس دفاعا عن شخص ولاعهد ولاأسرة ولاحزب.. بل هو دفاع عن مرحلة وطنية كبرى.. ودفاع عن جيل ناهض من بين حطام نظريات القرن الماضي ويتطلع بطموح نحو الدولة الوطنية الحرة.. الأسد صار بالنسبة للوطنيين السوريين رمزا لصراع الارادات وصراع النخب الدولية.. أي اما أن تنتصر ارادة الشعب السوري ونخبه الوطنية التي تحس بالاهانة من طريقة الغرب في املاء وتسمية الرؤساء والحكومات أو أن تنتصر ارادة القصور العربية ولوبيات النخب الغربية.. ولاأخفيكم أنني لم أعد أمنع نفسي من التضجر والسأم كلما سمعت بعض المنجمين في الاعلام العربي والاسرائيلي يكررون بشكل ممل ويحصون الأيام الباقية للأسد وكلما وصلوا الى يوم الصفر أعادوا عديدهم من جديد وقالوا هذه المرة هي الأخيرة فيما الرجل يعدّ النصال العربية التي تكسرت فوق النصال التركية والغربية على قلوب السوريين.. ويقيس المسافة بين الطعنة والطعنة على جسد دمشق.. فلم يبق في جسدها موضع إلا وفيه ضربة سيف أو طعنة رمح.. طعنة قلم مداده النفط والغاز أو ضربة غدار انتهازي يؤجر لسانه بالدولار..

وبالرغم من كل مايقال فان هناك حقيقة لاراد لها وهي أن الذراع التي تؤازرها الأيدي الوطنية في الشرق الأوسط هي الأقوى في هذا الشرق .. ومن تتخلى عنه النخب والقلوب الوطنية لا قوة لذراعه .. وسواعد الوطنيين السوريين تشتد حول ذراع الرئيس الأسد ليس من أجله فقط ..بل كتحد لارادة القصور واللوبيات الغربيين التي تريد احتقار ارادتنا ..


وأذكر هنا حادثة عن قوة الذراع وقوة السيف حيث أن الخليفة عمر بن الخطاب أرسل في طلب سيف عمرو بن معديكرب الزبيدي وهو أحد أشهر سيوف العرب والمسمى "الصمصامة" لكثرة مااشتهر به هذا السيف من قوة (والسيف الصمصام هو الذي يمر في العظام ويقطعها) .. ولما نظر عمر الى السيف وجده دون ما كان يبلغه عنه من أنه يقطع السيوف الأخرى كما يقطع "الفجل" فكتب إلى عمرو بن معديكرب في ذلك مستغربا من المبالغة في سمعة السيف فرد عليه عمرو: "إنما بعثت إلى أمير المؤمنين بالسيف، ولم أبعث إليه بالذراع الذي يضرب به"!!..

وماأشبه اليوم بالأمس لأن قوة الرئيس بشار الأسد على الأرض نابعة فقط من قوة ذراع الشعب السوري المتماسك الذي يؤازره ويمسك به.. الشعب هو الذراع القوي الذي يمسك بالسيف الدمشقي الصمصام ويقطع عظام "قطر" وعظام "الخلفاء العثمانيين" وسيقطع "عظام الناتو" ..

ومن غريب الصدف أن عمرو بن معديكرب قد استشهد ودفن في حي من أحياء حمص ..حي له بابان مطلان على المدينة فسمي البابان في الحي "بابا عمرو" وسمي الحي حي "بابا عمرو" ..!!

لاشك أن السؤال الذي يشغل بال السوريين هذه الأيام هو مصير مدينة حمص وأحيائها المخطوفة مثل "بابا عمرو" و "باب الدريب" .. وكيف سيتم التعامل مع الوضع في حمص؟ .. قبل الولوج الى الاحتمالات الواردة فلابد من التدقيق في السبب في انتقال كتلة المخطط الخارجي الى مدينة حمص وتركزه فيها..وكيف ستتدحرج الأحداث ..

ولاولئك الذين يريدون الجواب فورا من دون مقدمات وشروح نقول: ان وصول المخطط الى حمص يعني انتقال المشروع الغربي في سوريا الى المرحلة الثالثة بعد تلكؤ المرحلتين الأولى والثانية ..وهي مرحلة اسعافية انقاذية تم الرهان عليها..

فالمرحلة الأولى أرادت اعتماد النموذج الليبي عبر بنغازي سورية على احدى النقاط الحدودية كما صرنا نعرف جميعا حيث تتدخل الأمم المتحدة والناتو قبل أن يفيق النظام وحلفاؤه من الصدمة.. لكن الخطة لم يكتب لها النجاح لافي درعا ولافي بانياس ولا ادلب-جسر الشغور ..فكانت المرحلة الثانية عبر الرهان على مدينة حماة كمركز ثقيل جدا للعصيان تضطر فيه الدولة لدخول عنيف جدا كما في الثمانينات وتغرق في حرب شوارع دامية لأيام ليعلن أردوغان الجهاد ويطلق تدخله من الشمال .. ووفق هذا المخطط ستنهار الدولة السورية وبعد دخول القوات الناتوية-التركية ستعمل أجهزة المخابرات على اطلاق الحرب الاهلية التي ستؤدي الى تقسيم البلاد حيث تعلن تركيا خلال أقل من عامين حضانتها لبعض المناطق السنية الشمالية .. أما سنة الجنوب السوري فسيكون للخليج والسعوديين النفوذ الكبير عليهم بوجود شخصية سنية دمشقية تقوم بدور سعدو الحريري الشامي .. حيث نحكم بالسعودية من خلال سعدو الشامي وتؤخذ البلاد كالسبايا وماملكت الأيمان .. فيما تحاصر الشظايا الأخرى المتبقية من البلاد بين هذين الفكين وتنتهي جغرافيا البقعة التي كانت تسمى في التاريخ ..سوريا ..

لكن حماة أعيدت وبشكل مخالف للتوقعات الى أحضان الدولة خلال ساعات وبكلفة بسيطة للغاية اذا ماقورنت بتوقعات بمذابح بالآلاف ..

ومابقي هو السيناريو المعاكس الذي يقضي باطلاق الحرب الأهلية فورا ودون ابطاء (وهو مايسمى النسف من الداخل) والذي سيشتت انتباه السلطة بسرعة لأن الحرب الأهلية ستنتشر على نطاق واسع مما سيضعف الدولة السورية وما يتبع هذا الضعف من تبعات بما فيها الغزو الخارجي ..وقد طرحت اللاذقية كمكان لانطلاق الحرب الأهلية ..لكن تم اختيار حمص لأسباب عديدة ..

تعتبر مدينة حمص نقطة التقاء رئيسية للطوائف في سوريا لانها تشبه ديموغرافيا نقطة الدوامات العنيفة في الأنهار الكبرى والمحيطات ففيها مع أريافها كتلة مسيحية مهمة وفيها كتلة علوية كبيرة وفيها كتلة سنية كبيرة أيضا ..وهي مكان مثالي جدا لاحتكاك الطوائف عسكريا لقربها من المعقل السني بارثه الثقيل في حماة وبآثار جراح أحداث 1982 ولقربها من الامتداد العلوي على الساحل .. ولذلك فان حمص لها أذرع تتصل بأذرع الطوائف ..

كيف يتم التحريض على العنف وعلى الحرب الطائفية في حمص؟
أصرت عمليات القتل والخطف "الثورية" على استهداف ألوان طائفية محددة .. بل أصرت "الثورة" على تصوير عمليات الذبح والقتل وتوزيعها وادعاء ملكيتها حصريا لدفع المشاعر المضغوطة لدى الطوائف المستهدفة للانفلات والاحتكاك بالطائفة التي تدعي الثورة أنها تنتمي زورا لها...
وكان قد لفت نظري رد أحد الزملاء الغربيين الخبراء بالتحليل النفسي الذين أرسلت له سابقا نسخة من أفلام كثيرة تصورها التنسيقيات "على أنها مشاهد لضحايا برصاص الأمن" لأعرف رأيه في تأثيرها حيث قال: "ان الغاية الرئيسية من هذا التصوير هو تحريض طرف ما لأن كثيرا من المشاهد تدل على ان الضحية أريد له أن يموت أمام كاميرا خبيرة رغم أن عملية اسعاف تلك الاصابات كانت سهلة" كما لاحظ هذا الخبير الغربي الذي طلب ترجمة لما يقوله المحيطون بالضحية عند كل مشهد مؤثر وبالذات عند انبجاس الدم من الضحية فكانت دائما (الشتيمة للرئيس) وبالفعل كانت كل المشاهد تكرر نفس الشيء.. عويل ونواح وصراخ وبعضه مبالغ فيه ويصر على ذكر الرئيس وشتمه كمسؤول مباشر عن القتل ..
وكتب هذا الخبير الغربي بأنه يحس بالأسف والصدمة أن كثيرا من الضحايا كان يمكن انقاذهم لكن "المحيطين بهم" أرادوا مشهد الموت أن يكتمل ولم يقوموا بأية اسعافات ذات شأن وكان المطلوب ترافق صورة الدم مع سماع الشتيمة "ذاتها" مع الموت البطيء ليكتمل الفيلم والترابط النفسي بين العنف وتوجهه نحو طائفة أو سلطة بعينها.. واستخلص أن الفيلم تم تصويره للدعاية الخطرة وأن الضحية تم حرمانه من الانقاذ لغاية التصوير فقط ولغاية التحريض العنفي فقط لدى جمهور بعينه .. ولفت هذا الخبير نظري الى صور المصابين الفلسطينيين في الانتفاضة الفلسطينية (وهي ثورة حقيقية لم يساندها أحد في العالم ولا أي داعية ولاقرضاوي) كيف كان الشباب يهرولون بالمصابين رغم أنها اصابات قاتلة الى سيارات الاسعاف أو الى فرق اسعاف طبي ميدانية (عل المصاب يناله حظ قليل جدا من النجاة ويعيش) دون الاهتمام بتصوير الضحية ونزيفه في لحظات احتضاره رغم أن مشاهد الاحتضار ستفيدهم كثيرا اعلاميا مثل مشهد محمد الدرة الذي صور بشكل عفوي .. لكن الثوار الحقيقيين يختلفون عن ثورجيينا القتلة ..
وكانت آخر كلمات الزميل الأوروبي هي: ان من يحيط بالضحايا متهمون رئيسيون بالقتل والجريمة باصرارهم على حرمان الضحايا من حق العلاج والاسعاف وقد ساهم تغييب الاسعاف عنهم في موت معظم الحالات التي استغرق تصويرها فترة كافية جدا لتقديم الاسعاف الأولي.. ولايوجد دفاع واحد عن هذه الحالات حتى التذرع أن الأمن يداهم المشافي لأن منح الضحية فرصة نجاة وحياة هي أهم من اعتقاله أو التحقيق معه ان كان الادعاء صحيحا..بالخلاصة غاية الفيلم تحريضية بحتة وليست توثيقية فقط..
وبالعودة الى حمص القريبة من الحدود اللبنانية التي تعتمد في تحركاتها على خط امداد سري يوصلها بلبنان حيث حطت بضعة أجهزة استخبارات غربية رحالها في شماله لتوجيه التحركات في حمص عن كثب ..تحركات وضع تصوراتها منذ فترة عبقري فكرة الصحوات العراقية ديفيد بترايوس رئيس وكالة الاستخبارات الأمريكية  الذي سنتناول اقتراحه بقوات "صحوة سورية" من مواليد القاعدة عند اكتمال البحث .. ومن هنا يفهم طلب الجامعة العربية المصرّ والمستعجل على اخلاء المدن (وبالذات حمص) من القوات النظامية للدولة التي تشكل حاميا وضامنا رئيسيا للسلم الأهلي ..والخروج الكامل للدولة منها هو بطاقة دعوة سخية لادخال كامل لكامل الحرب الأهلية ..وفتح لبوابات الجحيم .

مايراد لحمص هو أحد خيارين لاثالث لهما وهما: اما اندلاع العنف الطائفي الذي
 سينتشر وقد تجد الدولة صعوبة في ضبطه اذا ما انطلق، وكما يقال فان الرصاصة لاتعود ملكا للبندقية بعد ضغط الزناد .. أو أن الدولة ستضطر الى خوض ماتجنبته في حماه وهو حرب شوارع عنيفة تدخل فيها الآليات الثقيلة فيما كاميرات التصوير التي تنتظرها بفارغ الصبر هذه المرة والتي صورت الضحايا أعلاه (التي اطلع عليها الخبير النفسي الغربي) منفردين وهم يحتضرون .. وستصور الآن الآليات الثقيلة مشتبكة مع أفراد يبدون مثل ميليشيا شعبية .. وبالطبع سيبادر العالم لادانة الأسد الذي ستتم ترجمة كلمات النوّاحين حول الضحايا لاسماعها للعالم .. وبالرغم أن المعركة ستحسم لصالح النظام وربما بمجزرة بحق المسلحين فان الملف سيكون كافيا للمستقبل ليكون مثل حلبجة العراقية ودارفور السودانية للرئيس بشار الأسد يعاد ذكرها في كل مناسبة وتلتصق به كما التصقت حماة برفعت الأسد ولم تتركه.. وتبقى لابتزازه ..
وللتهيئة للحرب الأهلية فقد انطلقت التحذيرات من تركيا ومن هيلاري كلينتون بالتخوف من الحرب الأهلية وأتبع ذلك بضغط زر التشغيل المسمى يوسف القرضاوي الذي أفتى بجواز الاستعانة بالتدخل الدولي عبر صحيفة الفاينانشال تايمز البريطانية وذلك لتحريض المسلحين على التمادي باستفزاز الدولة ظنا منهم أنهم يدفعون الأمور نحو الحماية الدولية التي بشرهم بها القرضاوي مصنع الفتاوى الطازجة الذي وللمفارقة أفتى يوما (وبشكل سري لكنه مثبت) بجواز اشتراك الجنود الأمريكيين المسلمين في القتال في أفغانستان ضد اسلاميي الامارة الاسلامية الطالبانية-البن لادنية..ثم أفتى بجواز السماح للأمريكان بقصف العراقيين "أي قصف حكم أهل السنة أيام صدام" من قاعدة العيديد القطرية..
السوريون يتناقشون ويتشاورون مع حلفائهم الروس بشأن حمص كما يتردد بين المتابعين عن قرب كيلا يتم احراج الروس الذين لايتدخلون في القرار السوري لكنهم يقدرون للسوريين اعترافهم بالجميل في الوقوف الى جانبهم ورغبتهم بالتنسيق معهم .. وهناك وجهتا نظر: فالأولى تقول ان العنف والحسم في حمص سيحل المشكلة بسرعة ولن يضيف جديدا على تلطيخ سمعة النظام الذي يقتل الثورجيون جنوده ورجال أمنه امام نظر العالم فيما العالم على العكس مشغول بتجريم الرئيس الأسد .. وهذا الرأي يذكر بأن من واجب الدول ومن حقها أن تحمي مواطنيها بالعنف الشرعي والمشروع..وهناك أمثلة كثيرة من قلب العالم الغربي فقد قتلت الشرطة الباريسية والبريطانية مشاغبين مدنيين لمجرد أنهم هددوا العام الماضي القانون والنظام العام بالاحتجاجات ودون رفعهم السلاح .. بل ان الشرطة البريطانية قتلت منذ أشهر شابا مسلحا بريطانيا دون انذاره بشكل كاف وتم اعدامه في الحال بمجرد محاصرته لمعرفة الشرطة بأنه مسلح وقد يستعمل سلاحه .. وماتفعله السلطات السورية هو حقها الطبيعي في مواجهة تمرد مسلح بشكل خطير ويحمل ثقافة القتل والجريمة في أحط معانيها..
الرأي الآخر الروسي هو أن الأزمة قد تجاوزت حدود الخطر الكبير بالتدخل الخارجي فالناتو صار من المستحيل أن يتدخل وكذلك تم شد اللجام على فكي اردوغان الهائج .. وربما كان تدخل الدولة العنيف سببا في تحريض مشاعر محايدين يتم خداعهم بصور وأفلام التنسيقيات فينخرطون في خط عام عنيف حاولت التنسيقيات استمالتهم اليه طويلا فلم تفلح وستكون خطوة الدولة بالتعامل العنيف مع العصيان الحمصي خدمة جليلة لهذه التنسيقيات .. ولذلك لابد من اللجوء الى عملية (النسف من الداخل) للمسلحين الثورجيين عبر عملية نفس طويل واستخبارية الطابع 100% ..تحتاج صبرا ونفسا طويلا لجمع أكبر قدر من المعلومات ..المعلومات هي الطريق الذي يفضي فك شيفرة العصيان ويكشف أسرار المجموعات المسلحة..
مايخشاه المشرفون الاستخباراتيون الغربيون (الذين تم اعتراض مراسلاتهم الالكترونية في شمال لبنان) في مشروع اثارة أمارة حمص الاسلامية التي ستلد الحرب الأهلية هو هذا الصمت والظلام والصبرالذي يميز تحركات السوريين وحلفائهم الذين فاجؤوهم في حماة ودرعا وبانياس بعد انتظار وكانت المفاجأة الثانية هي في الانتشار العسكري الخاطف على الحدود التركية ..
المعلومات المتدفقة التي تعترضها القدرات الالكترونية الكبيرة لحلفاء السوريين تشير الى قلق كبير من احتمال نجاح عملية "نسف الثورة من الداخل" في التعامل مع الموجة الثانية من مسلحي حمص القادمة من لبنان غالبا بعد الاطباق على تشكيلات كثيرة من المجموعة الأولى منذ أسابيع .. القلق الغربي مبرر بسبب التخوف الحقيقي من أن الخارطة الجديدة للمجموعات الارهابية الجديدة تم توصيفها عبر عدة اختراقات في الصميم .. ومن دلائل هذه القوة الاستخباراتية لمعسكر حلفاء سوريا هو النجاح المذهل في عملية بانياس حيث تصميم الكوريدور الالكتروني الذي أوقع المسلحين .. وكذلك النجاح المشترك لمحور الممانعة في اصطياد شبكة ال سي آي ايه في بيروت التي كانت تلعب دورا فائق الحساسية في اللعبة الاقليمية بعضها امتد لما يسمى "الثورة السورية"..
كما أن الاستيلاء المذهل على طائرة التجسس الأمريكية في ايران يدل على قدرات الكترونية عالية  في معسكر الممانعة .. وهذا يشير الى أن السوريين قد يمكن أنهم تزودوا بامكانات الكترونية لايستهان بها تؤهلهم لأن يكون لديهم الآن معلومات ثمينة للغاية حول الدفعة الثانية من المسلحين في حمص وعن خارطة الأنفاق والملاجئ الحصينة التي يستعملونها ..وستمكنهم هذه المعلومات المجموعة بصبر فائق وتأن من انجاز صيد ثمين آخر في حمص يعتقد أنه صار محاصرا ضمن ستة كيلومترات مربعة ..

اسم العملية الاستخباراتية السورية التي ستطبق لم يعرف بعد لكن هناك تعبير يتردد الآن بين بعض القريبين من الأحداث وهو عملية "السيف الصمصام" لأنها ستستهدف قطع وكسر عظم الذراع الغربي الممتد داخل سوريا وتنظيماته المسلحة.. ولاأدري ان كان اسم العملية الاستخباراتية أم أنها احدى التشكيلات الاستخبارية التي تتابع المجموعات المسلحة وضيوفها الغرباء وخاصة التي تقوم بعمليات الاعدام البشعة وتصورها في بابا عمرو.. ولو كان لي خيار في تسمية العملية لاخترت اسم عملية "ديك الجن".. لأن ديك الجن الحمصي يقال أنه كان شاعرا شهيرا (من مواليد باب الدريب تحديدا) قتل حبيبته (ورد) وعشيقها وأحرقهما ثم صنع من رماد عظامهما كوزين يشرب فيهما الخمر.. ديك الجن شاعر ماجن لكنه عاشق مجنون.. وهناك ديك ثمين يركض من زاوية لأخرى في مربع الكيلومترات الستة المطوقة بعيون استخباراتية والكترونية !!.. ديك الجن الحمصي "الثورجي" الذي نريد اصطياده ليس شاعرا بل جاهل مجنون وخفاش مريض وهو يشرب الدم في جماجم الضحايا.. ولكنه اما وقع أو قاب قوسين ..كما أعتقد وأتمنى