مالم يقله الرئيس الأسد.. قصص عواء الذئب وسبعين بعيراً

 لم أتعلم يوما الحروف لأكون "مفكرا عربيا" ثرثارا تستشيرني الفضائيات لأريق الدم فاقبض مالا.. ولا لأحل ضيفا هائجا على برنامج فيصل القاسم "دام ظله" .. ولم أذهب الى المدرسة أتعلم الأبجدية وأكتب بالطبشور على السبورة لأمارس يوما تركيب المدائح والنفاق للرؤساء أو الملوك .. بل أمضيت كل هذا العمر - منذ أول مرة ارتديت فيها "مريول" المدرسة الابتدائية وحملت أقلام الرصاص الى هذا اليوم الذي أكتب فيه على الكومبيوتر - أمضيته في تعلم الأبجدية وصياغة الحرف لأتمكن من أن أصنع من الحروف مفاتيح لمغاليق الحقيقة ..الحقيقة هي ماأريد أن تصبح صديقتي وحبيبتي وليست ..موزة ... أو بسمة قضماني ..والعياذ بالله ..
ومع هذا فأنا لاأزال مؤمنا أن اللغة والأبجدية اخترعها الشعب السوري "العظيم" ليتعلم الانسان كيف يكتب الحقيقة قبل أن تبتلعها الأكاذيب ..بل كانت الأبجدية السورية القديمة مقدمة ضرورية ليطلب الله منا فيما بعد في غار حراء أن "نقرأ" لنتعلم "مالم نعلم"... فماذا كنا سنقرأ وماذا كان العالم سيقرأ ان لم يكتب له السوريون الحروف؟؟!!..


وقد ساعدنا هذا الفهم كسوريين وثقتنا بأنفسنا على رصد الحقيقة ورجم الأكاذيب والهذيانات على فضائيات العرب التي كانت تنفلت من حظائرها مسعورة عقب كل خطاب أو ظهور للرئيس الأسد وانفعالات الشعب السوري..في الساحات
ليس لدي شك أيها الأصدقاء أن كثيرين من خصوم الرئيس الأسد والشعب السوري انهمكوا قبل سماع خطاب الرئيس الأسد بأيام في التحضير المحموم لاطلاق النار على خطاب الرئيس الأسد في محاولة لاضعافه وانتقاده والتقليل من محتوياته واستعدوا لملاقاته بالدروع والسيوف .. وعلمت أنه في الليلة التي سبقت الخطاب كانت هناك تحضيرات واجتماعات عصبية ونزقة على قدم وساق حتى ساعات الصباح لتوقع ماسيقوله الأسد في خطابه لمهاجمته وتقطيع أوصال كلماته حتى قبل أن يصل الرئيس الى مدرج الجامعة لالقائه ..

لم أكن أعتقد أن الرئيس الأسد صار يخيف خصومه حتى قبل أن يتحدث .. ماهذه المعارضة التي تخاف من خطاب قبل القائه؟ .. معارضة تدعو للرثاء والخجل ولا تدعو للثقة.. ..
وأراهن بعمري أن القصر الأميري في الدوحة كان يراقب بغيظ الرئيس السوري يعتلي المنصة في تحد ويعلن بهذا الاعتلاء ان الشعب السوري باق رغم أن العالم كان قد تلقى وعودا من قطر أن الأسد لن يعتلي هذه المنصة الا لاعلان التنحي ..تنحيه وتنحي الشعب السوري عن كرامته وتخليه عن بلاده .. وأراهن بعمري أن أردوغان كان يتعرق محموما وهو يرمق الأسد يتنقل بين مدرج الجامعة وساحة الأمويين معلنا خروج العثمانيين الى الأبد .. وأراهن بعمري أن باراك أوباما كان يضغط على أسنانه بعصبية .. وبالطبع كان ساركوزي جالسا على الكرسي وهو يقضم أظافره .. فيما كان نتنياهو ينظر اليه متجهما .. وأراهن بعمري أن سعدو الحريري قد ترك لعبة الأتاري ولم يشرب الحليب ..ذلك الصباح ..

وبالطبع فان رؤية برهان غليون وشلة المعارضين السوريين الاستانبوليين بعد كل حديث للرئيس الأسد صارت تلفت النظر بمدى تكرار مشاهدها .. فلا يشبهها في رتابتها وتكرارية محتوياتها الا رؤية فيلم من أفلام محمود ياسين ونجلاء فتحي أو حسين فهمي وميرفت أمين .. فأنت وقبل رؤية الفيلم تتوقع كل أحداثه وكل عباراته وكل أزماته خاصة اذا اشترك فيه توفيق الدقن ..ويستحيل أن توجد مفاجآت في هذه الأفلام أو رسائل فلسفية .. فالعاشق محمود ياسين مثلا الطالب في كلية الحقوق (غالبا) يلتقي حبيبته صدفة على محطة اوتوبيس .. وتكون هي (غالبا) طالبة في كلية الآداب .. وتدور قصة الحب العنيف ونسمع في الفيلم الأم أو الأب الذي يكون (غالبا) عماد حمدي يقولان نفس العبارة في الافلام العربية "الجوازة دي مش ح تم الا على جثتي انا" .. وبالطبع " الجوازة تتم رغما عنه وعن جثته لأن المخرج "عايز كده" .. وينتهي الفيلم نهاية سعيدة بقبلة على الشاطئ وقت الغروب مع الموسيقا التصويرية الملحمية ..
يعني مؤتمرات برهان غليون وأجوبته هو وشلة المعارضين صارت أشبه بالأفلام العربية المملة بتصريحات (أبو العروس أو العريس) وهو يقول "الجوازة دي مش ح تم الا على جثتي" ..كل مقابلات غليون وكل مؤتمراته تكرار ممل وسقيم لأن غليون يعيد نفس الكلام بأن القتل مستمر وأن الثورة مستمرة وأن الاسد يهلوس وأنه لم يقدم جديدا وأنها نهايته.. وان الثورة ستلجأ الى الحلول الدولية ..الخ ..أي أبو العروس متشنج و "الجوازة دي مش ح تم الا على جثته هو"..(والجوازة هنا هي بقاء الرئيس الأسد) منطق المعارضين هو قانون: كل شيء أو لاشيء ..وهو منطق تدميري بامتياز وانتحاري بلا نقاش... ولكن المخرج في أفلام برهان غليون هو الشعب السوري .. والشعب (وهو هنا المخرج) سينجز المشروع الوطني على جثة برهان ومعارضته..والجوازة ستتم..شاء أم أبى..

وهنا بالطبع لانريد تسخيف برهان غليون (خاصة أنه من زوار هذا الموقع كما قيل لي) لكننا نريد أن نعلمه فن المعارضة الحاذقة ومهارات السياسيين ليرتقي بمستوى المعارضة السورية التي تفقد احترام العالم لها .. فالدعم الذي تلقته يكفي لاحداث انقلاب في مناخ المريخ أما هي فخطابها البائس وأسلوبها الدموي لم يحدث انقلابا في مزاج مقهى الروضة في دمشق ولا غيّر مزاج دخان "الأركيلة" فيها..
وكان الأجدر بمعارض "أكاديمي" مثل برهان غليون تحليل خطاب الأسد بمسؤولية وايهامنا أنه يبحث عن نقاط التقاء لأنه معني بحل الأزمة كمعارض و لأنه معني بتجنيب السوريين المشاكل والمزيد من القتل "المتبادل"  .. أما هذه التصريحات والتشنجات السريعة لغليون فرغم أنها تعكس طيشا سياسيا ومراهقة ديبلوماسية فانها أيضا زادت يقيننا من حقيقة ضعف الحنكة السياسية وبؤسها لدى رئيس المجلس السوري الانتقالي وتداعي قوة التحرك الاحتجاجي ووهنه ..لأنه وبعد كل هذه الثورة العملاقة المزعومة التي يصر غليون أن غالبية السوريين منخرطون فيها اضافة الى انشقاق آلاف العسكريين لم يجد غليون أمامه من حل الا طلب العون بتدويل الأزمة لأن لاحول لها ولاشعب يؤازرها في الداخل كما صار بيّنا....

يخطئ جدا من يظن أنني أنتمي الى طرف في هذا النزاع الداخلي ضد طرف آخر ..لكنني أنتمي الى الشارع السوري ومزاجه والى عنفوانه ..وميلي لفريق الرئيس الأسد ناجم عن قناعتي من ان المعارضة لاتنتمي الينا ولاننتمي اليها.. ولانعرف عن هذه المعارضة سوى أن برنامجها الوحيد هو السلطة فقط والغاء الآخر..وانا لست معنيا بالقاء المدائح في خطاب الرئيس بل باستجواب الخطاب ومساءلته كمواطن سوري قبل كل شيء ومعرفة مالم يقله الرئيس ..لأن مالايقوله الزعماء الكبار في خطاباتهم هو الأهم مما يقولونه ..وخاصة في أوقات الأزمات ..

ماذا في ثنايا الخطاب الرئاسي؟
لقد ظهر لي بشكل مثير للدهشة في خطاب الرئيس  أن الدولة وفريق الرئيس الأسد يريدون بناء الطرف الآخر الغائب في الوطن أي بناء معارضة حقيقية وطنية قبل بناء العهد الجديد للدولة السورية القادمة كضرورة وطنية وليس كمرحلة سياسية طارئة ومؤقتة ..ومن يدقق في كل مراسيم الاصلاح والتوجه لتوسيع الطيف الحكومي يجد أنها تريد أن تؤسس لظهور معارضة قوية صحية بدل ترك مقعد المعارضة شاغرا للعناكب أو للعقارب ولنزوات الأتراك والأعراب .. ..
وصحيح أن ماقاله الأسد دون مواربة هو أنه لن يتردد في القضاء على المسلحين القتلة وسيترك الباب مفتوحا للتائبين وللراغبين بالعودة الى العمل بوحي العقل والوطنية الخالصة..لكن المعنى الآخرلكلام الأسد أنه الآن يمسك بكل خيوط اللعبة العسكرية مع المسلحين وأنه نال تفويضا مطلقا من القوى الرئيسية "الداخلية" في الشعب السوري بالتصرف معها وأنه الآن يستطيع أن يقول:
 "وسيفي كان في الهيجا طبيبا ...يداوي رأس من يشكو الصداعا ...
والكلام للمسلحين الواهمين ياشباب ..الذين يشكون الصداع

لكن خبراء المناجم السياسية يحفرون أكثر في أعماق الخطاب ويقولون لنا ماهو أهم وهو:
ان الأسد قد قال ماقال بشأن الملف الأمني بهذا المستوى من الثقة بالنفس والارتياح بعد صبر طويل بعد أن تمكن خلال الأسابيع الأخيرة من تحييد كل القوى الرئيسية الخارجية التي كان المسلحون في الداخل اذا ما تجرأ الأسد عليهم بالحزم العسكري يمكن أن يعتمدوا على مؤازرتها واحتمال تدخلها بغزو خارجي أومناطق عازلة مثل تركيا والناتو وحتى اسرائيل .. وهذه القوى تم تحييدها وتثبتها بالمسامير والسلاسل .. كما أن النصائح الروسية بالتريث حتى نهاية العام قد سحبت من وجه السلطة السورية "كما يبدو" .. والمسلحون المتمردون الآن يقفون وظهورهم على الحائط وليس أمامهم الا الأسد فاما أن يفهموا رسالته بالعودة الى جادة الصواب في ندائه الأخير واما ..النهاية ..النهاية القريبة التي يمكن استنتاجها في كلمات الرئيس الذي تميز بأنه لايقول كلمة أو تصريحا لايقل مستوى الثقة فيه عن 100%..وهو قال بالحرف: النصر قريب جداً ..ولكن في بطن هذه العبارة لايظهر المسلحون فقط بل أيضا من يرسل السلاح والمال .. لأن الأسد قال ما معناه انه من العبث مصارعة السكين بل ان الصراع مع من يحمل السكين ..وربما كانت هذه العبارة موجهة لهؤلاء ..وعليهم انتظار تفسير العبارة قريبا .. بيد الأسد نفسه ....كما أعتقد..

ولكن في أعمق نقطة في هذا المنجم السحيق من الخطاب الرئاسي الذي يحفر فيه عمال المناجم السياسية فان هناك ادراكا من الأسد واعترافا ان فئة من الناس انخرطت في أوهام الثورة وأنها تعرضت بسذاجة لعملية تحريض بشعة وتضليل حقير .. والأسد لايشكك في أن هذه الفئة يمكن استعادتها ويمكن احتضانها بالعفو والتسامح والأبوّة واعادة التأهيل الوطني .. انها نظرة الى الآخرالمتمرد القليل في الوطن على أنه ليس عدوا الى الأبد .. ويمكن معانقته معانقة ابن العم لابن العم بعد خلاف ..وهي نظرة من يؤمن بالقيم الفروسية العربية الأصيلة التي تقول:
فإن الذي بيني وبين عشيرتي  ....... وبين بني عمي لمختلف جـدا
إذا قدحوا لي نار حرب بزندهم ........ قدحت لهم في كل مكرمة زندا
وإن أكلوا لحمي وفرت لحومهم .....وإن هدموا مجدي بنيت لهم مجدا
ولا أحمل الحقد القديم عليهم ..... وليس رئيس القوم من يحمل الحقدا

ولعل أعمق النقاط هي مايمكن تلخيصه بأن:
من سار معنا ميلا فلن نسير معه ميلين فقط بل سنسير معه ثلاثة أميال .. وأما من ضربنا على خدنا الأيسر فلن نعطيه خدنا الأيمن بل سنمسك له يده منذ اليوم ..فان أصرت على الغي والبغي .. كسرناها.. ..
والخطاب كان ببساطة رسالة اعتراف من الرئيس الأسد بفضل السوريين في هذه الأزمة على القيادة السورية كلها لا العكس وعلى بلدهم وعلى التاريخ المشرقي كله الذي الذي كاد يكتبه رجلان  أميّان ..واحد في قطر وآخر في السعودية..
ففي خطاب الرئيس الأسد اعجاب لامتناه بما اكتشفه من طاقة هائلة وكنوز لدى هذا الشعب واعتراف أن غبار الحقبة الماضية "الفاسدة" قد أخفى الذهب العتيق .. وأن بريق النفاق والمتسلقين والوصوليين الفاسدين قد لمع كالذهب لكن الذهب الحقيقي كان في شوارع السوريين وبين بسطائهم وعلى بسطات الباعة والفقراء وفي دماء الشباب والعسكريين المغاوير .. وأن السوريين كشعب قدموا سابقة تاريخية لم يسبقهم اليها أحد وتشبه في عظمتها اكتشافهم السبّاق للكتابة والأبجدية ..فهم أنجزوا أول "ثورة على الثورة" .. فما سمي ثورة سورية حاولت أن تقنع الشعب بالاطاحة بقيادته الوطنية وخياراتها الوطنية فاذا بالشعب يطيح بالثورة نفسها .. هذه سابقة أن يقود الشعب ثورة على "الثورة" .. وهذه أول مرة في التاريخ يغضب فيها شعب من "ثواره" ويحتقرهم .. وهذه أول مرة يقدم التاريخ نموذجا لثورة صناعية (خمس نجوم) يقودها الأثرياء (في أوروبة) ووقودها الفقراء والجهلاء (في سورية) .. لتسقطها ثورة شعبية مضادة سريعة مرتدة يقودها تحالف من المثقفين الفقراء ومن الأثرياء البرجوازيين الوطنيين ..ثورة مضادة شعبية طبيعية وقودها فقراء السوريين الذين ربما يلخص حالهم عبارة شهيرة جدا في آخر مشهد من تمثيلية سورية شهيرة اسمها "عواء الذئب" تهدر في ضمائر السوريين البسطاء يقولها "أبو عمر" لزوجته وهو رمز الفقر المتمرد على المجتمع والثري بوطنيته:
ألف حبل مشنقة ..ولايقولوا بو عمر خاين ياخديجة" ...
كل سوري كان (أبو عمر) في هذه الأزمة وكل الساحات نزل اليها أبو عمر وأبناؤه .. لأن السوري الأصيل لايقبل أن ترعاه موزة وحمد وأبو متعب ومجموعة أحفاد جمال باشا السفاح ..وبالطبع أحفاد سايكس بيكو وأعضاء ايباك.. والأسد قال صراحة: "سورية بحاجة لكل أبنائها الصادقين بغض النظر عن الانتماءات السياسية" .. أي بحاجة الى كل من أحس أنه أبو عمر يقبل الموت ولايقبل بالعمالة للأغراب ..والخيانة..

على كل حال ..في هذه الأزمة أدركنا جميعا كيف أن اللغة والكتابة لم يعد لهما في عهد عرب الخليج والجامعة العربية سوى مهنة واحدة هي ترويج  الكذب الرياء والبغاء ..ونشر الغباء ..وهذا ماسمعناه تحديدا في تعليقات فضائيات النفط والغاز ومفكري الناتو على خطاب الأسد ..لغة بغاء وغباء ورياء .. خطاب الأسد الى شعبه كان بانتظاره قطاع الطرق الذين عرفناهم منذ جريمة فاتك الأسدي الذي كمن في الليل للمتنبي و(لخيله وليله وبيدائه ولسيفه ورمحه وقرطاسه وقلمه) ...وصولا الى قطاع طرق اليوم في الجزيرة والعربية وكتاب صحف الخليج ..الذين يتابعون مهمة فاتك الأسدي ليقفوا في طريق الخيول السورية والليالي السورية والبيداء السورية والقرطاس السوري والقلم السوري ..وخطاب الرئيس السوري

وقد أمضيت اليومين الماضيين اتابع مايقوله العربان والمعارضون الناتويون وتسليت كثيرا وضحكت كثيرا ..لأن أحاديث الثورجيين وهياجهم بعد خطاب الاسد وانتصاب قامته عالية في ساحة الأمويين ذكرتني بما كتب في كتب التراث عن حادثة سرقة الحجر الأسود من الكعبة على يد "الثوار" القرامطة ..وانا لاأريد ان احاكم التاريخ ولا القرامطة فهذا آخر مايعنيني كانسان لايعمل مؤرخا بل يعنيني رواية تراثية بعينها كررها الرواة تقول:
"ان ابا طاهر سليمان بن أبي ربيعة الحسن القرمطي (وهو ثورجي قرمطي) قد هاجم حجاج مكة في اليوم السابع من ذي الحجة وأعمل فيهم السيف ونهب الحجيج ..ثم أخذ كسوة الكعبه فقسمها بين أصحابه ونهب دور أهل مكه وخلع الحجر الاسود من البيت فوضعه على سبعين جملا فسيّرهم به يلهثون.. وهم يضرطون من شدة ثقله

بالطبع أنا لاأعرف ان كانت حادثة الجمال السبعين صحيحة وان الحجر الأسود بهذا الثقل لكني أعتقد أنها تتحدث عن هذا الزمن لا زمن القرامطة .. ألا تعتقدون أيها القراء الأعزاء أن شلة المعارضين السوريين وحلفاءهم الخليجيين والغربيين صاروا يشبهون سبعين جملا يشدون قاسيون كي ينهار ... لكنهم يشدون حتى تتفتق اوداجهم ..فلا يتزحزح قاسيون ..يشدون حتى تنفر الدماء من مقلهم .. ويحدث لهم ماحدث لسبعين جملا حاولت جر الحجر الأسود ..تصريحاتهم وصراخهم واشتداد تهديداتهم هي أصوات الجمال المنهكة ..وأصوات أخرى من مؤخراتها..

وسيكتب مؤرخ يوما:
ان سبعين (بعيرا) معارضا واميرا وملكا عربيا وزعيما غربيا ومعهم ستون محطة اعلامية حاولوا أن يقلبوا قصرا في قاسيون .. فشدوه وهم "يضرطون" من ثقله ...فما تزحزح ..
ماسمعتموه من تحليلات على العربية والجزيرة وبرامج فيصل القاسم وبيانات الجامعة العربية والبيت الأبيض والاليزيه وتهديدات حمد وأردوغان هي أصوات مؤخرات سبعين بعيرا يشدون قاسيون ليتزحزح
وهذا مالم يقله الأسد في خطابه صراحة واستثناه خجلا:
ان قاسيون لايتزحزح فدعوهم  ..ي ..ض ..ر..ط..و..ن