نبوءات وأخبار.. من حقائب الأسرار

في آخر صفحة من عام 2011.. ماذا نقول؟
أنا لاأحب الانضمام الى مجالس العزاء وحفلات الوداع التي تقام بمناسبة رحيل الأعوام والسنوات.. وها أنا الآن أمام عام 2011 الذي صدر قرار من الزمن بانتهاء ولايته علينا واحالته الى التقاعد وتعيين العام 2012 بدلاً عنه ليدير شؤون الحياة ..فاذا عساي اقول؟
 صحيح ان عام 2011 عام مجنون امتلأت حقائب سفره التي حزمها بالضحايا والرصاص وقصص المؤامرات.. وصحيح انه كتب في دفتر مذكراته معترفا أنه لن ينسى أنه قتل كثيراً من السوريين والليبيين.. ولكن من الواجب تذكيره ألا ينسى أيضا أن يدون في مذكراته أن الزمن لايهزم شعباً يمسك بأوتاد قاسيون..


سيعترف عام 2011 وهو يقف على عتبة الباب مغادرا وقد ناء كلكله بالأحمال والأثقال والعتاب والدموع والخيانات والمؤامرات والاكاذيب والخيبات بأنه هزم في دمشق وأن "المهمة لم تكتمل" .. ومع أنه سيدس في جيوبه قانون الطوارئ الراحل ومحكمة أمن الدولة .. فانه كذلك سيدس في جيوبه مصداقية الجزيرة وسيضع في جيب معطفه الطويل اسم رجب طيب اردوغان كزعيم للشرق كان منتظرا ولم يعد ينتظره الا الرحيل .. وسيقول عام 2011 خجلا: لقد قتلت الكثيرين منكم .. ولكنكم الشعب الذي لم أهزمه رغم كل مافعلت .. وها أنذا أرحل ..وأنتم الباقون .. ولاأملك الا أن أكتب في الصفحة الأخيرة من دفتر مذكراتي بأنني أودع اليوم شعبا جريحا .. لكنه شعب لايموت..
 وكما لاأحب حفلات النهايات فانني كذلك لاأحب حفلات الاستقبال ومراسم الترحيب بالزوار مجهولي الهوية ..ومن بين أهم هؤلاء الزوار المجهولين يطل علينا عام 2012 مزهوا .. لكنه وكما نتوقع لايرى في عيوننا الترحيب بل الأسئلة والتوجس والفضول .. حيث يقف الحاكم الجديد لأقدارنا على العتبة ويتسلم منا أسئلة كثيرة عن محتويات حقائبه الكثيرة ..ويمسك بمظروفات دفعنا بها اليه وفيها سؤال واحد: ماذا لديك لنا عن الأزمة السورية واتجاهاتها؟؟ وفي مظروفات أخرى أسئلة عن الجامعة العربية ..وعن مصير المسلحين والسلاح وأصوات الرصاص وشقاء المعذبين في القلق على الوطن ..وعن الصفقات السياسية واتفاقات ما تحت الطاولة وعن قطر وحكامها القتلة وتحولات الحكم في السعودية ومصير أردوغان  و.. و.. الخ ..
وبرغم انني لاأدعي معرفتي بمحتويات حقائب عام 2012 الا أن مراجعة لمحتويات حقائب السفر التي حزمها عام 2011  للرحيل ربما تدلنا على أن عام 2012 سيكون بلا شك عاما تنقلب فيه الموازين .. كما ان من يفتش فيها ويقرأ في مذكرات عام 2011 فانه سيعرف ماذا في الحقائب المغلقة التي تنزل الآن من عربة الزمن والتي ترجل منها أمير الزمن الجديد الذي يطلق عليه عام 2012 ..
ورغم حبي للتفاؤل وسعادتي الطفولية بقراءة الطالع عندما يكون مليئا بالأمل فانني أعترف أنني لاأحب كلام المنجمين ولا أثق بحسابات الفلك والأبراج ولابتحركات زحل وعطارد ..لأنني ببساطة أحب قراءة المنطق قبل النجوم .. وقراءة المنطق تجعلني أقدر على أن أقول بمستوى كبير من الثقة ان فيها مفاجآت ستريح الوطنيين السوريين وستسبب الغصة لمن في معسكر الشر .. وفيها انطلاق كل الأسرار الحبيسة ..وسيكون عام 2012 هو عام الافراج عن الأسرار .. التي ستخرج الى النور .. وسيفتح السوريون أفواههم دهشة .. من حجم هذه الخفايا ومن الطريقة التي نجوا فيها من أكبر العواصف والأمواج والأعاصير .. وسنعرف جميعا كيف أن من تآمر على السوريين من العرب .. ربما سيجف حلقه في هذا العام وسيعيش القلق والأرق .. ربما في حقائب أمير الزمن الجديد أخبارعن أمير قطر وجزيرته..وفيها اجابات عن الحرب والسلام ..وعن مصير المجلس السوري الانتقالي ..

الى اللقاء في عام 2012 حيث ربما سنعرف فيه معنى روايتين روسيتين عظيمتين .. واحدة اسمها (الحرب والسلام) للروائي الروسي العملاق ليو تولستوي .. وأخرى اسمها (الجريمة والعقاب) للعبقري الروسي ديستويفسكي .. دون الغوص في المعاني الفلسفية للروايتين ..

فهل كان عام 2011 عام الحرب وسيكون عام 2012 عام السلام أم العكس؟؟ .. وهل كان عام 2011 عام الجريمة بحق الشعب السوري وسيكون عام 2012 عام العقاب؟؟ .. عقاب المتورطين في محاولة اغتيال دمشق ..

كل عام وأنتم.. لسورية.. وكل عام والخير في سورية..